--------------------------------------------------------------------------------
ولد رابين في القدس، ودرس في مدرسة زراعية، ثم انخرط ابتداءً من العام (1940) في منظمة صهيونية إرهابية تدعى (البالماخ) وتحول إلى الهجوم على حكومة الانتداب، وفي حرب 1948 عمل كضابط عمليات، واشترك في الاستيلاء على القدس وما لبث أن صار قائداً للواء عسكري ثم ضابطًا مسؤولاً عن الجبهة الجنوبية .
وخلال الأعوام العشرين التالية شغل مناصب عسكرية متصاعدة، فكان قائدًا للمنطقة الشمالية (1956-1959) ثم رئيساً لشعبة العمليات ونائباً لرئيس الأركان ثم رئيساً لها (1964-1968) وقائداً للجيش خلال حرب 1967.
تقاعد في عام 1968، وعمل سفيرًا لإسرائيل في أمريكا، وبعد عودته في 1973 نشط حزبيًّا، ودخل وزارة جولدا مائير وزيرًا للعمل، وعقب سقوط الحكومة بسبب حرب 1973، انتخب رابين من قبل حزب العمل لخلافة مائير، وفي ظل حكومته وُقّعت اتفاقية الفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية والمصرية (1974) والاتفاق المرحلي مع مصر (1975) وأول مذكرة تفاهم بين أمريكا وإسرائيل (1975)، إلى أن سقطت حكومته بدعوى انتهاك حرمة يوم السبت. بقي رابين ـ رغم ارتباط اسمه بفضيحة مالية بسبب زوجته ـ في طليعة الصف الأول من السياسيين الإسرائيليين.
وفي الأعوام التي سبقت 1982 وقف رابين مع الغزو الإسرائيلي للبنان واقترح انسحاب الجيش من لبنان مع الاحتفاظ بشريط أمني، وذلك أثناء توليه وزارة الدفاع في حكومة الوحدة (بين حزبي العمل والليكود) (1984-1990).
وأثناء الانتفاضة الفلسطينية (1987-1991) انتهج رابين سياسة عُرفت باسم "تكسير العظام"، وهي التي ألجأته إلى تبني أساليب وحشية منظمة لقمع الفلسطينيين، وكانت مثار انتقاد واسع، عربيًّا ودوليًّا.
وبعد انطلاقة عملية التسوية في مدريد، وعقب سقوط حكومة الليكود، لمع نجم رابين من جديد فتولى رئاسة حزب العمل ثم رئاسة الحكومة في عام (1993)، ووقَّعت حكومته اتفاق "أوسلو" مع منظمة التحرير الفلسطينية، واتفاقية "وادي عربة" مع الأردن 1994، وخاضت مفاوضات مطولة مع سوريا أفضت إلى ورقة عُرفت بوديعة رابين نصت على انسحاب كامل من الجولان لقاء ترتيبات أمنية وتطبيع للعلاقات.
اُغتيل رابين على يد يميني متدين سنة 1995 احتجاجًا على سياسته في عملية التسوية.